السماد مادة عضوية تستخدم لمساعدة النبات على النمو،
وتشكل بقايا الطعام ومُخلفات الحيوانات والكائنات الحية نحو 30% من النفايات التي يتم التخلص منها، لذا فإن عملية تحويل هذه المُخلفات لأسمدة تُساعد على التخلص والتقليل من التلوث قدر الإمكان، كما تتكون مُعظم الأسمدة من 3 أجزاء أساسية؛ أولًا الجزء البُني المُتمثل بالأوراق والأغصان والفروع الميتة، يعد هذا الجزء مصدر الكربون، ثانيًا الجزء الأخضر والذي يشمل قُصاصات الأعشاب وبقايا الخضراوات والفاكهة والقهوة، وهو الجزء الذي يعد مصدرًا للنيتروجين، وآخر جزء هو المياه، التي توفر الجو الرطب وتُساعد في تكسير المواد العضوية.[١]
وقت وضع السماد للأشجار
توجد بعض القواعد الأساسية التي تبنى عليها عملية وضع السماد للأشجار، ومن هذه القواعد:[٢]
يوضع السماد عند حاجة النبات له، ويكون ذلك بطريقة تضمن امتصاص الجذور للعناصر الغذائية، إذ يوضع عند بدء نمو الجذور مع مراعاة أن تكون التربة رطبةً كفايةً.
يستخدم السماد للأشجار في بداية فصل الربيع، وتستخدم الأسمدة الخفيفة في أوائل فصل الصيف وذلك في حال كانت درجات الحرارة مُلائمة.
يجب التأكد قبل التسميد في فصل الصيف أن الشجرة لا تُعاني من الجفاف، وأن الماء متوفر بكميات مناسبة؛ لأن الجفاف سيمنع امتصاص المواد والعناصر الغذائية الهامة من التربة.
يفضل تزويد الأشجار الطبيعية بالسماد مرتين في السنة الواحدة، وذلك في فصلي الربيع والخريف.[٣]
يعد أفضل وقت لتسميد الشجرة هو بعد فترة تساقط الأوراق، وبعد الصقيع الأول، أي الفترة الواقعة في شهر سبتمبر أو أكتوبر، أو قبل بدء نمو الأوراق في فصل الربيع، وذلك في الفترة الواقعة بين شهر مارس وبداية مايو.[٣]
يساعد رش السماد السائل على الأوراق في تعويض الشجرة عن النقص الطفيف في العناصر الغذائية وبالأخص عنصر الحديد.[٣]
يتم تسميد الشجرة في حال كانت أوراقها صغيرة وطولها أقل من الطول السنوي المعتاد.[٤]
يجب تسميد الشجرة في حال كانت عروق الأوراق أغمق من حوافها.[٤]
يساعد التسميد خلال فصل الخريف في استعادة العناصر الغذائية التي فُقدت في الصيف، وتعزيز نمو الجذور مرةً أخرى خلال فصل الشتاء، بينما التسميد في فصل الربيع يُساعد الشجرة على إتمام النمو بشكل مثالي خلال موسم النمو، كما يساعد الأشجار على مقاومة العدوى والآفات المُنتشرة.[٤]
يكون للأسمدة التأثير الأكبر عندما تستخدم على الشجرة أثناء ذروة دورة النمو.[٥]
هل تحتاج كل الأشجار للسماد
تحديد حاجة الشجرة للسماد
تظهر حاجة الشجرة للسماد حين يُلاحظ أن أوراقها أو أغصانها على غير طبيعتها، كأن تتلون بالأصفر أو تبدو أصغر من حجمها المعتاد، يعود ذلك لنقص العناصر الغذائية أو في بعض الأحيان بسبب الري بطريقة خاطئة أو نتيجة ارتفاع درجة حموضة التربة، وفي المُقابل إن زيادة كمية السماد عن المُعتاد تؤدي إلى تساقط الأوراق؛ وذلك لأن الأسمدة تتكون على نحو أساسيّ من الأملاح، والذي تؤدي زيادته إلى حرق الأوراق وظهورها باللون البني ثم تساقطها.[٦]
تحليل التربة
للتحقق من أن الشجرة تمتلك المُغذيات الأساسية، يتم تحليل التربة لمعرفة العناصر الغذائية التي تحتويها والعناصر الغذائية التي تنقصها، وذلك عن طريق أخذ عينة من التربة وإرسالها إلى المختبر لفحصها ودراستها، وبعملية تحليل التربة تُفحص أيضًا درجة حموضة التربة وملمسها ومقدار رطوبتها ونشاطها الجرثومي، وللحصول على تربة صحية يجب الاحتفاظ بالأوراق المُتساقطة وتوزيع نشارة الخشب حول جذع الشجرة فوق سطح التربة واستخدام طريقة الري المُناسبة والابتعاد عن استخدام المواد غير العضوية والمواد الصناعية قدر الإمكان.[٦]
مُلاحظة نمو الشجرة
عند التسميد ستنمو الشجرة سريعًا وبشكٍل لافت، لكن النمو السريع للشجرة لا يعني بالضرورة أنها بصحة جيدة، إذ إنّ تزويد الشجرة الواحدة بكمية كبيرة من عنصر النيتروجين يؤدي لنمو الأوراق والأغصان بشكٍل كبير على حساب الجذور، وهذا سيؤدي لانعدام قدرة الشجرة على تحمل الجفاف، مما يؤدي لموتها تدريجيّا، بالإضافة إلى أن السماد الزائد في بعض الأحيان يؤدي لنمو الأغصان بشكل مُفرط، إذ تنمو بطول زائد وتكون ذات قوام رفيع، يسبب لها ذلك الكسر وعدم القدرة على مقاومة الظروف الجوية المُحيطة.[٦]
طريقة وضع السماد للأشجار
يوضع السماد للأشجار بطرق عدة، منها ما يلي:
التسميد المباشر: تمتاز هذه الطريقة بأنها الأوفر، إلى جانب فعاليتها المُثلى في تسميد الأشجار، إذ تتم عن طريق نشر كمية قليلة من السماد على منطقة جذور الشجرة بأكملها، ولضمان حصول تغطية كاملة تُقسم كمية السماد إلى النصف، ويوضع النصف الأول باتجاهٍ واحد، والنصف الآخر يوضع بشكلٍ عمودي على النصف الأول، ويجب التأكد عند وضع السماد على الجزء العلوي من النبات من جفاف الأوراق وإزالة حبيبات السماد الزائدة؛ لتجنب دخولها بين مسامات الأوراق وإصابتها بالضرر، وفي حال وضعه على الأرض مباشرةً فوق منطقة الجذور، يجب التأكد من خلو سطح التربة من بقايا الأوراق المُتساقطة.[٢]
التسميد غير المباشر: تُطبق هذه الطريقة على الأشجار والشُجيرات المزروعة في المروج، وتتمثل في تسميد الأعشاب المُحيطة، وذلك عن طريق تذويب حُبيبات السماد داخل مياه الري، أو عن طريق خلط السماد بشكلهِ السائل مع مياه ري الشجرة؛ لضمان وصول المُغذيات للجذور وامتصاصها.[٢]
التسميد بالحقن: تتم عملية الحقن عن طريق إدخال الأسمدة السائلة داخل جذور الشجرة؛ وذلك لضمان وصول المواد الغذائية سريعًا للشجرة، ويجب أن تكون مناطق الحقن مُتباعدة عن بعضها البعض، إذ يجب ترك مسافة تتراوح بين 61 حتى 91 سم تقريبًا، وبعمق حقن يتراوح بين 38-46 سم في الأشجار المزروعة، وبعد الانتهاء من الحقن يجب تغطية الثقوب بالرمال، وفي حال كانت التربة طينية ومضغوطة، يُفضل تفكيك جزيئات التربة وتهويتها.[٣]
القواعد العامة لوضع السماد
تتحكم بعض القواعد الأساسية في وضع السماد على التربة، ومنها:[٢]
يجب غسل التربة والنبات بعد وضع السماد على سطح التربة، يُساعد الري على سهولة غسل أوراق النبات، بالإضافة إلى أنه يساعد على انتقال العناصر الغذائية إلى جذور النبات وتغلغلها داخل التربة حتى تصل للجذور وتمتصها.
يؤدي عدم غسل السماد بالمياه بعد وضعه إلى تبخر النيتروجين في الهواء الطلق، وبالتالي عدم استفادة النبات منه.
عند وضع السماد على الجزء العلوي من الشجرة، يُفضل استخدام الأسمدة السائلة، إذ يُساعدها ذلك في الحصول على الجزء الناقص من المُغذيات بشكٍل أدق.
تحتاج بعض الأشجار إلى اتباع نظام تسميد مُنتظم، فتُزوَّد أشجار الفاكهة بالسماد بانتظام؛ لتحسين طعم الفاكهة وتحسين مستوى السكر، وبعض الأشجار الأُخرى كالنخيل تحتاج لتسميدٍ مُنتظمٍ لتنمو جيدًا وبشكلٍ صحي.[٦]